الخليجيّات يتوحّدن حول العباءة والثوب التراثي والعود
تكتظّ خزانتك بالأشياء المختلفة، وتتشابه الفساتين، ويظلّ لون بنطال الجينز الذي يعرف بخامته وبملمسه القوي، هو الأزرق. وتكثر على منضدتك مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة والعطور التي تتعدّد مسميّاتها. وقد تختلفين عن غيرك في ذلك، إلا أنَّك تتشابهين معهن بأساسيَّات توجد حتى في خزانة الملوك.
«الجميلة» تكشف عن تلك الأساسيَّات التي تتشاركك بها كلّ امرأة خليجيَّة.
ذات الخمار الأسود
العباءة أولى الأساسيّات التي تمتلكها المرأة الخليجيَّة، ولا تستطيع الاستغناء عنها، أو الخروج من دونها، صحيح أنّه كثرت أنواعها وخاماتها، إلا أنَّها تربّعت على عرش الألوان، وفي ذلك توضح الدكتورة هند باغفار- المؤرّخة في التراث والمستشارة التراثيَّة داخل السعودية وخارجها، والسيّدة التي تحتفظ بـمجموعة كبيرة من القطع التراثيَّة من الملبوسات والمصاغ، منها ما يعود إلى 400 عام- أنَّ الخمار، أو ما يسمّى بالعباءة في وقتنا الحالي، قد وجد في عصر الإسلام، عندما شرع الله تعالى في كتابه (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ)، أي أن يكون طويلاً حتى لا يُعرفن. وكانت السيّدات في ذلك العصر يلبسن الخُمر الملوّنة، وحكي أنَّ تاجراً عراقيّاً كان يبيع الخُمر الملوّنة، فبيعت كلها إلا السوداء منها، فقصد أحد شعراء الإسلام البارزين، وهو ربيعة بن عامر الدرامي التميمي، الذي كان كثيراً ما يعتكف في المسجد ويتطوّع في أعمال الخير، طالباً منه أن يساعده بعد أن تكدّست الخمر السوداء لديه، فأنشد ربيعة قائلاً:
وعندما سمعت نساء البلدة ما سمعن، لم تبق سيدة إلا وأشترت خماراً أسود، ومن تلك الفكرة التي ابتكرها الشاعر لمساعدة صديقه التاجر إلى وقتنا الحالي، ظلّ اللون الأسود سيّد الألوان وبفضل تلك القصيدة.
وتفيد مصمّمة العباءات السيدة مها الفايز، صاحبة دار الفايز في البحرين، أنَّ العباءة هي اللباس الرئيسي للسعوديّات والخليجيّات، ولا يمكن أن تخلو منه خزانة أي سيدة خليجيَّة.
نصائح لشراء العباءة
وتنصح الدكتورة هند باغفار بأنه عند اقتناء أي عباءة، يجب أن تسأل كل سيدة عن نوع القماش ومصدره، بل لا بدّ من:
1 قبل غسله تأكّدي أنَّه ليس من أنواع الأقمشة التي ترشح لونها، فتبهت.
2 اغسلي عباءتك بماء بارد، فالماء الحار يفتّت ليونة القماش ويجعله خشناً.
3 لا تغسلي العباءة بملطّف، فمع مرور الوقت يظهر نمش الأقمشة فيه.
4 اختاري نوعيَّة القماش التي تناسب بشرتك، فهناك أنواع تجعلك ممتلئة وبعضها أنحف.
5 لا تكثري الألوان مع الأسود، فمن الجميل أن يكون هو الأبرز مع طرحة ملوّنة.
الثوب التراثي للمناسبات المهمّة
ومن أهم الأساسيَّات بالدرجة الثانية، ولدى سيدات الخليج قاطبة، الثوب التراثي، الذي يكثر ارتداؤه في وقت المناسبات المهمّة أوالسعيدة فقط. وتشير الدكتورة هند إلى أنَّ الثوب هو الزي الوحيد الذي كان يلبس في ذلك الوقت وبصورة مستمرّة، وليس مثل اليوم، حيث يقتصر لباسه على مناسبات معيَّنة، ويعتمد في تصميمه على الشكل الموحّد، وهو طول الثوب، وبأكمام طويلة، وقد تختلف إضافات التصاميم بين منطقة وأخرى بحسب العادات والتقاليد، فهناك مناطق تحدّد اللون الأسود في اللبس مع خمار له تصميم معيّن، حتى لا يعرف طول السيدة، وهناك تصاميم مطرّزة ومطعّمة بالفضة، وهناك الثوب الهاشمي الذي تشتهر به المنطقة الشرقيَّة وله مسميّات كثيرة، وفي منطقة نجد هناك ثوب الدراعة ومسرح، وفي المنطقة الغربيَّة هناك ثوب التلي أو ثوب الأشراف أو ثوب المكمّم، لأنَّ التطريز على أكمام الثوب، وهناك ثياب العروس وهي الزبون أو أبو مرتبة أو المحف، وفي منطقة حائل هناك ثوب الجلباب وثوب الحوسل الذي يمتاز ، في الشمال ، بالطول والعرض، وتعدّ منطقة الجنوب من أكثر المناطق غنى بالثياب التراثيَّة، ومنها الثوب العسيري المعروف.
نصائح للحفاظ على الثوب التراثي
وتفيد أم عبدالعزيز، خبيرة الحرف اليدويَّة والحاصلة على جوائز عدّة خلال الخمس سنوات الماضية في سوق عكاظ والمشهورة بالتطريز وتطعيم الثياب التراثيَّة بالفضة خلال 43 عاماً، بأنَّه يجب على أي سيدة خليجيَّة أن تحافظ على تراث جدّاتها وتتزيّن به، حتى تحافظ على زيّها التراثي المتوارث وذلك بأن:
1 تبعده عن الإضاءة والهواء وتحفظه في صندوق محكم حتى لا يفسد.
2 لا يُرش عليه العطر أو على الفضة المطعّمة حتى لا يصدأ أو يتغير لونه.
3 الثياب التراثيَّة المتوارثة أو المطعّمة لا تُغسل إلا بطريقة معيّنة ومخصّصة لكلّ ثوب.
4 هناك بعض الأعشاب التي توضع في الصندوق، ومنها الريحان لقتل أو لإبعاد الحشرات التي تتلف الأقمشة، إلى جانب بعض المواد الصناعيَّة التي تحافظ عليه لفترة أطول.
5 الثياب التراثيَّة العصريَّة سهلة الغسل ويمكن حمايتها في أكياس بلاستيك أو سحاب.
استقبال برائحة العود
أما المصدر الثالث والأساسي في كل بيت وفي متناول الخليجيين والخليجيّات، فهو العود والبخور الذي تطغى رائحته على أي رائحة أخرى، وفي ذلك أوضح خبير العود والبخور، عبد الإله علي حجازي، الذي فاقت خبرته 45 عاماً، أنَّ العود له تاريخ عريق يعود إلى بداية القرن الثالث عشر الميلادي، وقد شاعت هذه التجارة بين العرب عندما كان التجار القادمون من آسيا تتوقف قوافلهم عندهم، وفقط كان الأخيار وأغنياء القبائل هم من يتمتّعون بهذه الرفاهيَّة. وعن أصل العود ومرجعه يوضح حجازي: أنَّ أصل شجرة العود تسمى «إقوالوريا» يصل عمرها إلى مائة عام ويُستخرج العود من داخلها بعد قطعها، خاصة من لبّ الشجر.
نصائح لشراء العود الجيدّ
أما عن أهم النصائح للكشف عن العود أو البخور المغشوش أو الجيّد فيوضح عبد الإله علي حجازي:
1 يجب قصد أفضل المحلات وأجودها.
2 العودة التي تذاب قطرة منها في الماء تعتبر جيّدة، خلافاً للتي تطفو مثل قطرة الزيت على الماء، فهي مغشوشة.
3 لا تشتري قطع البخور الكبيرة، واقتصري على المتوسّطة أو الصغيرة كي لا يخدعك الوزن.
4 عند استنشاق البخور اقتربي ليلامس عينيك فإذا شعرت بحرقة فهذا دليل على أنَّ نوعيته رديئة.
5 العروق البنيَّة والسوداء الموجودة على العود تدل على أن جودته ممتازة.
6 ضعي قطعة من البخور في الماء فإذا شح لونها فإنَّها مصبوغة ومزيفة.
مواضيع ومقالات مشابهة
