تشابي هيرنانديز: "سان زافيير دي جوارديولا"
كنت أنتظر نزوله من السيارة لربع ساعة كاملة ، لم يبزع أمل إلا عندما أخذ جانب الطريق ، مقرراً الذهاب لشراء حاجيات لطعام العشاء ، تيار الصقيع وبعض قطرات الأمطار التي تصاحبنا منذ أن تركنا برشلونة حتى الآن دخل بعض منها خلال الثواني الثلاث بين فتحه لباب السيارة وبين الإغلاق من جديد ، بمجرد أن أبتعد قليلاً مقترباً من المتجر لم أتمكن من التحكم في نفسي ، كانت السيارة بأكملها تهتز من البكاء ، سيارة تهتز يحيط بها الضباب من كل مكان ، لا يمكن رؤية أي شيء أبعد من مترين ، كان علىّ التفكير خلال الدقائق الخمس القادمة في الطريقة الني سأخبره فيها بقرار تركي للبارسا ، أو بمعني أدق للكرة.
18 عاماً من اللعب في ميادين تيراسا وملاعبها الترابية الخانقة ، الهجرة إلى برشلونة 12 ساعة في اليوم منذ سن ال11 ، الذهاب وحيداً في مترو المدينة المضيافة ، مقنعاً بقية الركاب من حولي في صمت أني سأفعلها في البارسا ، البقاء في قلعة أنيقة المظهر ، قوطية الروح ، بيت أشباح من القرن السابع عشر يدعى الماسيا ، الوجبات الإجبارية ، تدريبات الصباح المبكر ، المرور عبر الفناء الرئيسي للقلعة ومتابعة تلك الأرواح السابقة التي تطاردك ، الأرواح المعلقة على الحائط على هيئة صور في براويز شرفية ، صور آمور نجم البارسا السابق في الثمانينات ، تيتو فيلانوفا ، وبيب جوارديولا ، كلهم وهم في سن الثامنة عشر ، سن اليأس الحقيقي.
يعود أبي إلى السيارة ومعه مستلزمات عشاء لم تختلف عليه تلك الأسرة المتماسكة يوماً ، أفكر في تلك الكيلومترات المتبقية في وسيلة لإبلاغهم بقراري النهائي ، أختلس النظرات لرؤية ذلك الرجل على مقعد القيادة ، سأصبح الآن مثله ، خواكين هيرنانديز لاعب سابق عرف المجد في القسم الأول في سيدابيل موسماً واحداً ، مجرد لاعب سابق لن يتذكره أحد ، لاعب وسط قضى حياته في القسم الثاني من المسابقة ، والقسم الثاني من الحياة ، يرتب وجبات غذاء لعائلة من لاعبي الوسط الذين لن يكملوا مشوارهم ، هذه المرة صغيرهم سيفعلها بسبب عنيد هولندي اسمه فان جال ، ولاعب في نفس مركزي تصادف أنه رمز الفريق أرى صوره في كل مكان إسمه جوارديولا ، ربما حان الوقت لأصبح "القديس زافيير" ، الذي جاب آسيا بأكملها لكي يكمل رسالته الروحية للعالم ، هذه المرة ليست آسيا ، ولكنه إي سي ميلان ، الاعتزال أقرب من هجرة الفريق الذي عشقه جدي حتى النخاع ، لا يوجد قديسون في ملاعب خضراء ، ربما أنا في حاجة لرحلة إلى الجبل لاصطياد عيش الغراب النادر ذي اللونين الأحمر والأبيض ، ذلك النوع النادر ، ربما سيأتي القرار النهائي أثناء النظر إلى تيراسا من ارتفاع مئات الأمتار.
في سن الثانية والثلاثين تصبح الأنفاس أسرع وأقل احتمالاً أثناء رحلة الصعود لنفس الجبل ، في سن الثانية والثلاثين لا تأخذ إهدار الكرة منفرداً بكاسياس بنفس الغضب ، أن يتم تبديلك أمام تشيلسي في آخر ثلث ساعة قبل الخروج النهائي من دوري الأبطال ، أن تشعر بأن أوتار أكيليس ، ركبتيك ، عضلات الفخذ تتنفس ببطء أكبر ، 15 يوماً من التواجد خارج الخطوط مجدداً ، ضياع لقبين في أربعة أيام ، في سن الثانية والثلاثين ترى النهايات أقرب ، فوق قمة الجبل ترى المساحات الخضراء شاسعة من أسفل ، قريبة من المساحات التي نحاول صنعها نهاية كل أسبوع ، تلك الليلة في البيرنابيو ، أبريل 2009 ، الضغط على الخصم الذي يتبعه تمريرة إلى ميسيى الخالي ، اختصار الأزمنة والمساحات لهنري المنطلق من خلف الدفاع ، الدوران 360 درجة حول المركز لنقل اتجاه اللعب وخداع ثلاثة منافسين لتمريرها إلى ميسي مجدداً ، إنها اللحظة التي يتجمع حولك أربعة لاعبين في محاولة لصعقك ، ولكنها ربما الفرصة الوحيدة للنجاة ، التمريرة لبيدرو أمام مانشستر نهائي دوري الأبطال 2011 ، التمريرة لميسي في نفس النهائي بروما قبلها بعامين ، عندما تصبح الكرة كطائرة تعبر حائطا من الغيوم لسماء صافية ترى غروب من الشمس من خلالها بنقاء ، من لعبة ميتة أمام دفاع معلق ، لانفراد تام بمرمى الخصم ، أن تكون ستيف ناش ولكنه يرتدي قميصاً باللونين الأزرق والأحمر على ظهره مطبوع الرقم 6.
أنت لا شيء بدون الكرة ، أنت لا شيء بدون أصغر لاعب بجانبك ، أن تكون في الثانية والثلاثين هو أن تتقبل تياجو إلى جانبك ، أن تضبط إيقاعه كما يتم ضبط إيقاع الفريق بأكمله ، أن تتقبل فكرة ان ذلك القصير مثلي (170 سم) سيكون المهندس للعقد الجديد ، هؤلاء من يبدأون يذكروننا بالنهايات ، عندما تشعر أنه زميلك ومنفذ الأحكام الجنائية ضدك ، تماماً مثل تلك النظرات التي كان يرمقني بها بيب من خارج الخطوط بديلاً لي ، أنا اللاعب الأساسي الشاب ، ذو الشعر الساقط على رأس طفل مازال في المرحلة الإبتدائية ، كنت أشعر بها في الثانية التي نتبادل فيها التحية قبل خروجي ونزوله.
عندما كنت في سن تياجو لم أحظ بابتسامته هذه ، تلك الثقة ، كنت أعلم أن الرحيل قرار مؤجل ، مرة في سنوات حصاد الفشل ، مرة في آخر شهور ريكارد ، وفي كل مرة يطلقون فيها لفظ "نهاية مرحلة" ، في سن الثانية والثلاثين الكل ينتظر منك نهاية شيء ما.
حتى بعد الهبوط من الجبل وفي يدك بعض القطع من عيش الغراب ، الجو مازال بارداً ، قطرات الأمطار أضحت أكثر عدداً ، لا يمكنك رؤية سيارتك المركونة على صف الطريق من حجم الضباب ، تجري مسرعاً ، وفي الثواني الثلاث بين فتح الباب وإغلاقه جيداً تحاول تملك نفسك تماماً ، تدرك قبل إدارة المحرك أنك كنت في قمة جبل ، بطل أوروبا ، بطل العالم ، واحد من أفضل لاعبي الوسط في القرن الجديد ، أحد أعضاء أفضل فرق كرة القدم في التاريخ ، وبعد الهبوط تشعر أن ذلك الجبل استقر على كتفيك ، وحيداً دون بيب ، من جديد ، هذه المرة أصبح المدرب السابق ، تحاول جاهداً ألا تجعل سيارتك الأودي تهتز على جانب طريق سريع ، ولكنك في الأغلب تفشل في ذلك.
18 عاماً من اللعب في ميادين تيراسا وملاعبها الترابية الخانقة ، الهجرة إلى برشلونة 12 ساعة في اليوم منذ سن ال11 ، الذهاب وحيداً في مترو المدينة المضيافة ، مقنعاً بقية الركاب من حولي في صمت أني سأفعلها في البارسا ، البقاء في قلعة أنيقة المظهر ، قوطية الروح ، بيت أشباح من القرن السابع عشر يدعى الماسيا ، الوجبات الإجبارية ، تدريبات الصباح المبكر ، المرور عبر الفناء الرئيسي للقلعة ومتابعة تلك الأرواح السابقة التي تطاردك ، الأرواح المعلقة على الحائط على هيئة صور في براويز شرفية ، صور آمور نجم البارسا السابق في الثمانينات ، تيتو فيلانوفا ، وبيب جوارديولا ، كلهم وهم في سن الثامنة عشر ، سن اليأس الحقيقي.
يعود أبي إلى السيارة ومعه مستلزمات عشاء لم تختلف عليه تلك الأسرة المتماسكة يوماً ، أفكر في تلك الكيلومترات المتبقية في وسيلة لإبلاغهم بقراري النهائي ، أختلس النظرات لرؤية ذلك الرجل على مقعد القيادة ، سأصبح الآن مثله ، خواكين هيرنانديز لاعب سابق عرف المجد في القسم الأول في سيدابيل موسماً واحداً ، مجرد لاعب سابق لن يتذكره أحد ، لاعب وسط قضى حياته في القسم الثاني من المسابقة ، والقسم الثاني من الحياة ، يرتب وجبات غذاء لعائلة من لاعبي الوسط الذين لن يكملوا مشوارهم ، هذه المرة صغيرهم سيفعلها بسبب عنيد هولندي اسمه فان جال ، ولاعب في نفس مركزي تصادف أنه رمز الفريق أرى صوره في كل مكان إسمه جوارديولا ، ربما حان الوقت لأصبح "القديس زافيير" ، الذي جاب آسيا بأكملها لكي يكمل رسالته الروحية للعالم ، هذه المرة ليست آسيا ، ولكنه إي سي ميلان ، الاعتزال أقرب من هجرة الفريق الذي عشقه جدي حتى النخاع ، لا يوجد قديسون في ملاعب خضراء ، ربما أنا في حاجة لرحلة إلى الجبل لاصطياد عيش الغراب النادر ذي اللونين الأحمر والأبيض ، ذلك النوع النادر ، ربما سيأتي القرار النهائي أثناء النظر إلى تيراسا من ارتفاع مئات الأمتار.
في سن الثانية والثلاثين تصبح الأنفاس أسرع وأقل احتمالاً أثناء رحلة الصعود لنفس الجبل ، في سن الثانية والثلاثين لا تأخذ إهدار الكرة منفرداً بكاسياس بنفس الغضب ، أن يتم تبديلك أمام تشيلسي في آخر ثلث ساعة قبل الخروج النهائي من دوري الأبطال ، أن تشعر بأن أوتار أكيليس ، ركبتيك ، عضلات الفخذ تتنفس ببطء أكبر ، 15 يوماً من التواجد خارج الخطوط مجدداً ، ضياع لقبين في أربعة أيام ، في سن الثانية والثلاثين ترى النهايات أقرب ، فوق قمة الجبل ترى المساحات الخضراء شاسعة من أسفل ، قريبة من المساحات التي نحاول صنعها نهاية كل أسبوع ، تلك الليلة في البيرنابيو ، أبريل 2009 ، الضغط على الخصم الذي يتبعه تمريرة إلى ميسيى الخالي ، اختصار الأزمنة والمساحات لهنري المنطلق من خلف الدفاع ، الدوران 360 درجة حول المركز لنقل اتجاه اللعب وخداع ثلاثة منافسين لتمريرها إلى ميسي مجدداً ، إنها اللحظة التي يتجمع حولك أربعة لاعبين في محاولة لصعقك ، ولكنها ربما الفرصة الوحيدة للنجاة ، التمريرة لبيدرو أمام مانشستر نهائي دوري الأبطال 2011 ، التمريرة لميسي في نفس النهائي بروما قبلها بعامين ، عندما تصبح الكرة كطائرة تعبر حائطا من الغيوم لسماء صافية ترى غروب من الشمس من خلالها بنقاء ، من لعبة ميتة أمام دفاع معلق ، لانفراد تام بمرمى الخصم ، أن تكون ستيف ناش ولكنه يرتدي قميصاً باللونين الأزرق والأحمر على ظهره مطبوع الرقم 6.
أنت لا شيء بدون الكرة ، أنت لا شيء بدون أصغر لاعب بجانبك ، أن تكون في الثانية والثلاثين هو أن تتقبل تياجو إلى جانبك ، أن تضبط إيقاعه كما يتم ضبط إيقاع الفريق بأكمله ، أن تتقبل فكرة ان ذلك القصير مثلي (170 سم) سيكون المهندس للعقد الجديد ، هؤلاء من يبدأون يذكروننا بالنهايات ، عندما تشعر أنه زميلك ومنفذ الأحكام الجنائية ضدك ، تماماً مثل تلك النظرات التي كان يرمقني بها بيب من خارج الخطوط بديلاً لي ، أنا اللاعب الأساسي الشاب ، ذو الشعر الساقط على رأس طفل مازال في المرحلة الإبتدائية ، كنت أشعر بها في الثانية التي نتبادل فيها التحية قبل خروجي ونزوله.
عندما كنت في سن تياجو لم أحظ بابتسامته هذه ، تلك الثقة ، كنت أعلم أن الرحيل قرار مؤجل ، مرة في سنوات حصاد الفشل ، مرة في آخر شهور ريكارد ، وفي كل مرة يطلقون فيها لفظ "نهاية مرحلة" ، في سن الثانية والثلاثين الكل ينتظر منك نهاية شيء ما.
حتى بعد الهبوط من الجبل وفي يدك بعض القطع من عيش الغراب ، الجو مازال بارداً ، قطرات الأمطار أضحت أكثر عدداً ، لا يمكنك رؤية سيارتك المركونة على صف الطريق من حجم الضباب ، تجري مسرعاً ، وفي الثواني الثلاث بين فتح الباب وإغلاقه جيداً تحاول تملك نفسك تماماً ، تدرك قبل إدارة المحرك أنك كنت في قمة جبل ، بطل أوروبا ، بطل العالم ، واحد من أفضل لاعبي الوسط في القرن الجديد ، أحد أعضاء أفضل فرق كرة القدم في التاريخ ، وبعد الهبوط تشعر أن ذلك الجبل استقر على كتفيك ، وحيداً دون بيب ، من جديد ، هذه المرة أصبح المدرب السابق ، تحاول جاهداً ألا تجعل سيارتك الأودي تهتز على جانب طريق سريع ، ولكنك في الأغلب تفشل في ذلك.
مواضيع ومقالات مشابهة